Image

كيف تقود دبي العولمة في مجال الرعاية الصحية؟ 26-02-2019 12:00 ص شارك

تماشياً مع المتغيرات التي أحدثتها العولمة في العديد من القطاعات الرئيسية، شهد واقع الرعاية الصحية اليوم تطوراً عالميًا حقيقياً يضم عدداً من الدول المتنافسة فيما بينه

تماشياً مع المتغيرات التي أحدثتها العولمة في العديد من القطاعات الرئيسية، شهد واقع الرعاية الصحية اليوم تطوراً عالميًا حقيقياً يضم عدداً من الدول المتنافسة فيما بينها لاستقطاب المرضى من خلال توفير مجموعة واسعة من الخدمات الطبية والجراحية والصحية. وكان لدبي إنجازات كبيرة على هذا الصعيد، ما عزز من نموها كمركز رائد للسياحة الطبية. ويمكننا أن نعزو ذلك إلى تركيز الإمارة على تحسين البنية التحتية للرعاية الصحية من حيث الكم والنوعية، مع توفير إطار تنظيمي قوي وشفاف.

 

ويشهد سوق السياحة الصحية، الذي تصل قيمته إلى حوالي 100 مليار دولار حالياً، نمواً بوتيرة متسارعة وبنحو 20% على أساس سنوي. ومن المتوقع أن تسجل دولة الإمارات أعلى معدل نمو في الانفاق على قطاع الرعاية الصحية بين العامين 2017 و2022، وبواقع 9.6% وفقاً لـ "ألبن كابيتال"، حيث تلعب دبي حالياً دوراً حيوياً في هذا النمو، وذلك من خلال تبنيها المستمر لأحدث تكنولوجيا الرعاية الصحية واستقطابها للمختصين الطبيين ذوي الخبرة العالية وعقدها شراكات واعدة مع الدول الغربية لتوفير تقنيات وممارسات ومعايير صحية متقدمة. ومن المتوقع أن تضم الإمارة حوالي 34 مصنع للأدوية والمعدات الطبية، مما يرفع قيمة قطاع الصناعات الدوائية في دولة الإمارات إلى 25 مليار درهم بحلول العام 2025.     

 

ووفقاً لمؤشر السياحة الصحية للعام 2016-2017، احتلت دبي المرتبة الأولى على مستوى العالم العربي من خلال ثلاثة جوانب رئيسية هي؛ أعلى درجة في جودة المرافق والخدمات في المنطقة، وصناعة السياحة الصحية وبيئة الوجهة الصحية. إذاً، ما هي العوامل التي تقود هذا النمو؟ يمكن أن يكون الموقع الاستراتيجي للإمارة وسهولة اتصالها مع أجزاء العالم الأخرى أحد الأسباب الرئيسية، يلي ذلك وجود مجموعة عالية التأهيل من المهنيين الطبيين ذوي التخصصات المتنوعة، ووجود إطار تنظيمي وصحي قوي، بالإضافة إلى المرافق الصحية رفيعة المستوى وعدم وجود قوائم انتظار طويلة والبيئة الملائمة للتعافي والاستشفاء، فضلاً عن سهولة السفر إلى الإمارة بعد تبسيط قوانين الحصول على تأشيرة الدخول والإجراءات ذات الصلة.   

 

وبحسب هيئة الصحة بدبي، حققت الصناعة الصحية في إمارة دبي ما يصل إلى 1.4 مليار درهم في العام 2016، حيث استقطبت الإمارة 326.649 سائح للأغراض الصحية، وهو ما يعكس نمواً بنسبة 9.5% عن العام الذي سبقه. وكانت الإجراءات الصحية مثل تقويم العظام وطب العيون وطب الأسنان وعلاجات الخصوبة من بين الخدمات الأكثر استقطاباً للسياح. كما تم تصميم برنامج تأمين السفر خصيصاً للسياح الصحيين القادمين إلى دبي، وذلك لدعم السياحة الصحية. ومن المتوقع أن يرتفع عدد السياح الصحيين إلى 500.000 بحلول العام 2021.   

 

كما لا يمكن إغفال الدور المحوري لقطاع التنظيم الصحي في توفير الرعاية الصحية المثلى للمقيمين والسياح على السواء، حيث تعزز معايير التقييم الصارمة لمرافق الرعاية الصحية الطبيعة الأخلاقية للتطورات الطبية الجديدة والأطباء، ما يجعلهم بالتالي مسؤولين أخلاقياً واجتماعياً عن توفير رعاية صحية آمنة وعالية الجودة. 

 

وتتجلى قوة قطاع الرعاية الصحية في دبي من خلال مجموعة مرافق الرعاية الصحية المتطورة، فضلاً عن أحدث العلاجات التي يتم توفيرها في الإمارة. وارتفع عدد الأطباء المسجلين في دبي إلى 33 طبيباً لكل 10.000 شخص، وهو أعلى من معدل دولة الإمارات ككل والبالغ 27 طبيب لكل 10.000 شخص، ويقترب من رقم السويد البالغ 39 طبيباً.

 

كما ارتفع عدد الاعتمادات الدولية للمرافق الصحية في دبي بنسبة 96%، صعوداً من 80% في العام 2015. ويعد القطاع الطبي في دبي واحداً من أكبر القطاعات، حيث يضم 31 مستشفى وحوالي 3.700 عيادة صحية خاصة تضم حوالي 35.000 موظف وتسجل أكثر من 8 ملايين زيارة طبية في السنة، بالإضافة إلى وجود 40 منشأة صحية حكومية تعزز من قدرات وقوة هذا القطاع.

 

وتم الكشف عن وثيقة الخمسين من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، في شهر يناير الماضي بهدف تحسين الحياة بكل جوانبها في دبي. ومن خلال توفير الاستشارات الطبية للمواطنين على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، من قبل مئات الآلاف من الأطباء والأخصائيين والمستشارين المتخصصين من جميع بلدان العالم، وعبر شركة تخصصية بتطبيقات الحكومة الذكية، يهدف البند الخامس من الوثيقة إلى تغيير المنظومة الطبية التقليدية بغية تقريب الأطباء من المرضى، وتعزيز الوعي الصحي، والاستفادة من أفضل الخبرات الطبية المتخصصة لتوفير رعاية صحية عالية الجودة تركز على تلبية احتياجات المرضى. وتماشياً مع تحقيق أهداف الوثيقة، تقوم هيئة الصحة بدبي بإحراز تقدم كبير فيما يتعلق بتبني التكنولوجيا الطبية في مرافقها الصحية، كما تعمل على تطوير البنية التحية لهذه المرافق. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة على الاستفادة من إمكانات أحدث التقنيات والحلول الذكية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنية "بلوك تشين" والطباعة ثلاثية الأبعاد لتوفير أفضل الخدمات والارتقاء بقطاع الرعاية الصحية في دبي إلى أعلى المستويات.

×